التصوير موهبة لها كاريزما مميزة عن بقية المواهب ، وهو عبارة عن فن تطبيقي بصري له طابع جمالي مختلف وفريد وعندما تصبح الكلمات غير واضحة يمكنك التركيز على الصورة فالصورة هي وسيلة للشعور باللمس والمحبة ويوجد اثنان دائما لتكتمل الصورة وهما – المصور والمشهد.
عشق التصوير منذ كان صغيرا يلتقط الصور هنا وهناك هوايته المفضلة وله حكاية مع التصوير لتبقى بصمته راسخة في كل صورة يلتقطها بدقة وتكون الكاميرا رفيقة دربه انه الفنان المصور كمال بوزيد الذي يحدثنا عن تجربته قائلاً:-
كل شخص لديه بدرة الإبداع إلا انها تتفاوت من شخص لشخص وهذا يدخل ضمن عدة عوامل ومنها الجينات والبيئة والحقل الموجود لنمو البدرة .. والفنان هبة من الله لهذا المجتمع وعلينا المحافظة علي كل فنان كي نحافظ على الجمال ..
عرفت الكاميرا منذ الخمسينات وكانت علاقتي بها علاقة ود وكانت لدي الرغبة في التصوير ولكن ليس لدي إمكانية لشراء كاميرا .. والدي كان بطبعه فنان وكان ينقش الحرير وأمي كانت تطرز أيضا وكانت البيئة خصبة لنمو الموهبة الفنية .
في البداية كنت اصور لنفسي وكانت أول كاميرا هدية من ابي وأنا عمري حوالي خمس سنوات وكنت في المرحلة الابتدائية والإعدادية اهوى الخط والرسم وكانت لدينا حجرة في المدرسة متوفر فيها كل أدوات الرسم تقريبا وكنت اتردد على تلك الحجرة بشكل شبه يومي في الفترة الصباحية والمسائية وكانوا مدرسين التربية الفنية في تلك الفترة من جمهورية مصر .
اعجبتني مادة الصلصال وبدأت علاقتي معها وعند نقص الصلصال حاولت مع مادة الطين ولكن الطين يريد إمكانيات فتحولت للخشب ووجدت يدي تطاوعني في الخشب اكثر من الطين وفي الطين لديك فرصة لتصحيح الخطأ أما الخشب فالغلطة بورطة .. استمريت في نحث الخشب بالإضافة الي التصوير وكنت حينها لا اري نفسي اني فوتغرافي وليس لدي الأدوات الأساسية للتصوير وكنت بعد تحميض الفيلم لا تأتي الصور كما اريد .
في عام 1992م لما تأسست ذاكرة المدينة كنت ناشط بها ولم أكن من مؤسسيها وكنت أيضا عضو لجنة إدارية لنادي الاخاء والذي تم اعتماده عام 1952م وهو نادي رياضي – ثقافي – اجتماعي وقمت بإجراء إحصائية لمتعاطي الفن بالمنطقة وجدتهم قرابة 200 شخص وعملت قاعدة بيانات وأقمت اكثر من 42 معرض في مجالات متعددة وبعد ذلك قمت بتأسيس دار الفنون والابتكارات بهون لاستيعاب هؤلاء المهتمين بشتى أنواع الفنون .. دار الفنون التي كانت تشمل مجالات المسرح والفنون التشكيلية والموسيقى وغيرها .. قمنا بترميم عدد ( 8 ) مباني في المدينة القديمة وعرض فيها فنانين من أمثال الفنان المرحوم رضوان ابوشويشة وعلي العباني واحمد السيفاو وفتحي العريبي وعلي الزويك كل هؤلاء الفنانين تمت استضافتهم وكانوا سعداء بالمشاركة .
وكانت جمعية تفاصيل التي بدأت نشاطها في العام 2008م فرع من فروع دار الفنون والابتكارات وشاركت بفعاليات في المغرب وعمان وتونس اكثر من مرة وعدد لايحصى من المشاركات الداخلية توقفنا لفترة محدودة وعدنا في العام 2012م من جديد وبشكل متواضع ونشتغل حسب الظروف أشرفت الجمعية على معارض مهرجان الخريف وأقامت معرضها الرابع بدار الفنون بطرابلس مند اشهر.