لقاء مع الفنانة التشكيلية – مرام حمودة

حاورها – فوزي بن ميلاد
امتلكت الفنانة التشكيلية “مرام حمودة” الموهبة الفنية منذ نعومة أظافرها وحرصت على تنمية نفسها وتطوير موهبتها، حتى أصبحت احدى الفنانات المميزات اللواتي اثبتن نجاحا في عالم الفن التشكيلي خاصة وأنها قد نالت جائزة المركز الاول مبكرا وفي سن الطفولة ما دفعها لاقتحام مجال الفن التشكيلي ، للتحليق بموهبتها الفنية في سماء الفنون عامة والفن التشكيلي خاصة سعيا منها لتحقيق طموحها بأن تكون لها علامة فنية مميزة ومع صحيفتنا كان لنا معها هذا الحوار …
– بداية نرحب بك في صحيفة فنون طرابلس ونود منك لمحة مختصرة عن “مرام “ الفنانة؟
وانا في البداية أحب أن اتقدم بالشكر الجزيل خصيصا لصحيفة فنون .. مرام بشير بن حمودة من مواليد مدينة الفن والفنون ( روما ) عام 1974م متزوجة وأم لولدين يملأن حياتي بهجة ولله الحمد .. خريجة فنون تشكيلية عام 1998م عاشقة للفنون الجميلة بشتى اصنافها ومدارسها اهوى السفر والترحال.
اجتماعية بشكل كبير وانصهر في مجتمعي بكل حب ومن هواياتي الاساسية الطبخ ولدي مشروعي الخاص .. أميل للهدوء والعيش بسلام خصوصا داخل عالمي الفني الذي اجد نفسي فيه .. فكما قال بيكاسو ( الفن يمسح غبار الحياة اليومية).
– متي اتخذت القرار بأن تتوجهين عمليا إلي الفن التشكيلي ؟
بحكم وجودي في عائلة فنية متمثلة في والدي الدكتور بشير حمودة فإنني وبالفطرة وجدت نفسي منغمسة في الألوان والرسومات وأترقب بشغف ولهفة اعمالة حتى انني وفي السن الخامسة فترة طفولتي كنت أقوم بالرسم واحتفظ بقصاصات رسوماتي الى حد الآن وفي السابعة شاركت بثلاثة اعمال بمسابقة على مستوى ليبيا كان ذلك عام 1983م وبفضل الله فازت احدى لوحاتي التي اسميتها زهرة وفراشة بلادي بالترتيب الاول وتم طباعتها حينها ووزعت على مستوى الوطن وعلقت على الاعمدة واللوحات الطرقية في شوارع طرابلس ونلت مكافأة ابهجتني في عمري اينذاك.
– بما أن والدك يعتبر علم من أعلام الفن التشكيلي في ليبيا ما مدى تأثير ذلك على شخصيتك الفنية؟
طبيعي أن المرء يتأثر بمحيطه واشكر الله بأنني عشت في محيط جميل مع والدي الذي يعتبر قامة فنية على صعيد ليبيا بل حتى على المستوى العالمي ، لقد كان حريصا على توجيهي بشكل مباشر حتى انه كان لا يجامل في النصيحة والإرشاد والحرص على أن يكون العمل كاملا متكاملا من كافة النواحي اللونية والتقنية ولو كانت حتى مجرد خطوط ، وكان يتابع ويراقب عن كتب ماأقوم به من اعمال ويقوم بالتوجيه والنصح حيثما استدعى الامر، كما وان اعماله قد اضافت الى مخيلتي تغذية بصرية كبيرة عززت قدراتي الفنية والتقنية وهنا لايسعني إلا ان اقبل رأسه بكل فخر على ماقدمه لي شخصيا ومازال داعية الله له بطول العمر ووافر الصحة .
– ما هي الخامات التي تستخدمينها في أعمالك الفنية؟
تعودت على استخدام الأكريليك والباستيل بالإضافة إلى الألوان المائية وأحيانا اقوم بإدخال بعض المواد الاخرى حسبما ارى عند تنفيذ العمل وبالتأكيد فإن خامتي الكانفس وورق الفابريانو هما الاساس الرئيسي للوحاتي.
– هل تتقيدين أثناء الرسم بمدرسة معينة وتنتهجين نهجها ؟! وماذا تقدمين من خلال لوحاتك للمجتمع ؟
اميل دوما للمدرسة التعبيرية حيث تتأثر اعمالي مباشرة بالمجتمع وما يدور به من احداث وصراعات ، حتى ان اخر اعمالي كانت عملا يجسد الاشتباكات والأحداث الاخيرة التي عايشتها، وقبل ذلك عمل حواء الذي جسد الامومة والذي عكس حياتي مع ولدأي ماس وقيصر.

– لوحتك الفنية التشكيلية الأخيرة “ حواء “ التي شاركتِ بها في معرض “ نيفا “ هي انعكاس لروح أنثوية حيث توجد فيها لمسات جمالية وفلسفية توحي وكأن “ حواء تحتوي العالم بأسره “ ، ما صحة هذا التوصيف؟
نعم بالتأكيد ، فما وصفته في سؤالك هو جوهر لوحة ( حواء) كلنا يعلم بأن المرأة نصف المجتمع وهي الأم والأخت والزوجة والجدة والعمة والخالة وغيره من التسميات المبهجة لها، والمرأة هي الجمال والأنوثة والرقة والقوة والتحمل فاللوحة حملت كل الصفات الجميلة للمرأة.
– بما أنك خريجة شعبة النحت بكلية الفنون والإعلام هل خضتِ تجربة فن النحت .. وهل لكِ أن تحدثينا عن هذه التجربة؟
صحيح ان تخصصي اثناء دراستي هو النحت ولكنني وجدت نفسي اكثر في حقل الفن التشكيلي بالرغم من ان مشروع تخرجي كان عملا بارزا مجسما وكان يحمل اسم ( أم وطفل ) وكانت لي جداريه كبيرة ايضا حول الامومة .. النحت فن راقي جدا لكنه يحتاج لكثيرا من الصبر والدقة لاحتوائه الكثير من التفاصيل.
– هل لك مشاركات خارجية؟ وأين؟
شاركت في العام 2015م بعمل جميل اطلقت عليه اسم ( سقراط) ضمن نشاط قامت به مؤسسة نون بمشاركة كبيرة لعدد من الفنانين التشكيليين فاق الــ 140 فنان ، وكانت اهداف المؤسسة هو تسليط الضوء وإبراز دور الفنان التشكيلي الليبي دوليا ، ولقد كانت بالنسبة لي تجربة فريدة لاتنسى حيث كانت اللوحة بشكل فسيفسائي حجم 40/40 سم على قماش ، اذ كانت الشروط المسبقة للمشاركات قد وضعتها منصة امانجو موندي.
– كيف تقيمين الحركة النسائية التشكيلية في ليبيا؟
بالرغم من الظروف المحيطة بالوطن الا ان الحراك المتكرر والملحوظ للمعارض التشكيلية التي تقام بالفضاءات المتنوعة داخل مدينة طرابلس والمدن الأخرى مثل بيت إسكندر ودار الفنون وبيت الفقيه حسن وغيره هي دليل ملموس على ان الحركة التشكيلية بخير والإقبال الكبير من قبل الجمهور خير شاهد على ذلك ، حتى ان القنوات الفضائية والمحلية والدولية تقوم بتغطية الاحداث لهمية الفنان الليبي والإشادة بمهاراته ونديته للفنانين الدوليين.
وهنا اود ان اشيد بدور الفن التشكيلي النسوي الذي تصدرت فيه المشهد الفنانات التشكيليات الليبيات بشكل ملفت حيث بدأت تتبلور ملامحه الجادة من حلال المعارض النسوية والمشاركات الدوليه التي افتخر بانني احداهن.
– ماذا تخبرينا عن تجربة المشاركة في المعارض الجماعية ؟
عادة ما تقوم الفضاءات الفنية باستضافة عدد من المشاركين في معرض واحد وذلك لتنويع ذوق المتلقي الذي يبحث عن الفن لتلبية نداء شغفه اذ هنا تبرز المنافسة الشريفة اثناء المعارض بين الفنانين ويتم تبادل الأفكار والخبرات.
– هل تخططين إلى إنجاز معرض شخصي يبرز أعمالك الفنية؟
نعم بالتأكيد فهذا ما اصبو اليه الفترة القادمة حيث انني اشتغل على اعمال جديدة للمشاركة بها في معرض خاص سأعلن عنه في حينه، كما وأنني اجهز للقيام بورشة عمل في مجال النحت.
– ماهي أهم التحديات التي واجهتها مرام حمودة؟
في الحقيقة ان مجتمعنا مازال مجتمعا تقليديا ووجودي فيه يعتبر التحدي بحد ذاته، فأنني وعلى الصعيد الشخصي قد واجهت الكثير من المعوقات لكنني تغلبت عليها بالإصرار لممارسة شغفي وما احمله من روح تميل الى الفن التشكيلي الذي أجد نفسي فيه .
– ماذا عن زيارتك لباريس؟
كانت لي زيارة الى متحف اللوفر بمدينة النور باريس عام 2007م حيث شكلت زيارتي له نقلة نوعية في حياتي من خلال تعرفي عن قرب لفنون الحضارات القديمة ، واطلعت عن كتب على اللوحات العالمية للفنانين العالميين وفنانو عصر النهضة أمثال ليوناردو دافينشي ومايكل انجلو حتى أنني وقفت على اللوحة الشهيرة “ الموناليزا” ولوحة “ العرس في قانا “ للفنان فيرونيز ولوحة الفنان فيرمر “ الفتاة العاملة “.
كما وأضافت لي زيارة قاعات حضارة الرافدين والحضارة الفرعونية والأشورية والبابلية وغيره من القاعات الأخرى لحضارات أمريكا اللاتينية وبالتأكيد فإن كل هذه الحضارات قدمت للبشرية كنوزا فنية ونقوشا في غاية الروعة مازال الفنانون المعاصرون يستلهمون منها الأفكار حتى يومنا هذا.






Hello, this is a comment from me, beautiful artwork