عرس بنغازي المسرحي

في مدينة بنغازي ومن على ركح فرقة فرقة المسرح الشعبي بنغازي وبعد اشهر من الاستعدادات انطلقت النسخة الأولى من « مهرجان بنغازي للفنون المسرحيّة » تحت شعار بالمسرح نرتقي وبتنظيم من المسرح الشعبي ببنغازي وبدعم من الهيئة العربيّة للمسرح حيث كان افتتاح المهرجان بمثابة عرس مسرحي ومنايبة لالتقاء النخب المسرحية من كافة انحاء ليبيا وفرصة لإعادة احياء المهرجانات المسرحية اشارة الافتتاح كانت بكلمة للفنان رافع نجم وقد تم تكريم الراحل فرج الطيرة أحد مؤسّسي فرقة المسرح الشعبي ببنغازي الذي تحمل الدورة الحالية اسمه والذي شارك في تأسيس “المسرح الشعبي” مع عدد من الفنَّانِين، منهم: إبراهيم مفتاح العريبي، ورجب العقوري، وعبد الله المسماري بالإضافة إلى البكوش، وساهم الطيرة في عدد من المسرحيات تمثيلاً وإخراجاً منها “المضطهدون”، و”فليسقط شكسبير”، و”مبروك عرس بوك”، و”عجب يا دنيا”، وغيرها.
وقد شهد حفل الافتتاح عروض تمثيليّة أخرجها الفنان محمد القديري وقدّمها كلّ من:
رافع نجم، ميلود العمروني، أسامة بركة، مصطفى الصادق، حمزة القماطي، عصام الهادي، منصور دريمش، يونس العوامي.
كما شهد افتتاح معرض الكتب المسرحيّة والذي ضمّ 189 كتابا من إصدارات الهيئة العربيّة للمسرح.
كما شهدت الفقرة المسائيّة عروضا تنشيطيّة في الشارع عبر الدمى العملاقة وتنشيط موسيقي لفرق شعبيّة بحضور متنوّع شمل مختلف الفئات العمريّة.
وتواصلت فعاليّات المهرجان لمدة سبعة أيام عبر جملة من العروض وهي:
“في أعالي الحب” عمل من إنتاج فرقة المسرح الشعبي للتمثيل والموسيقى ببنغازي، و “حمام بخاري” إنتاج الفرقة القومية للتمثيل والموسيقى بطرابلس، و الهامور إنتاج المسرح الوطني مصراتة، و “أبواب الريح” إنتاج مسرح المرج، و العرض التونسي “الهروب من التوبة” إنتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بتوزر، تلت العروض حلقات نقاش بإدارة كلّ من منيرة الغرياني، فرج بوفاخرة، علي أحمد سالم، زلّي عصمان، جمال زايد.
إلى جانب العروض وحلقات النقاش حضرت الندوات الفكريّة والتي احتضنها فندق تبيستي في حصص مسائيّة سبقت العروض، وهي :
ندوة “أسئلة الهوية في المسرح الليبي” للأديب سالم العوكلي، قدمها له الأستاذ ميلاد الحصادي.
ندوة “المسرح الليبي من منظور نقدي” الدكتور نور الدين سعيد، قدمها له الأديب منصور بوشناف و ندوة “جدليّة النص والإخراج في المسرح الليبي” الكاتب المسرحي منصور بوشناف، قدّمها له الأديب سالم العوكلي ندوة “المجاليّة في المسرح الليبي جسّر الهوة” ومداخلات عبداللّه الزروق، منصور سرقيوه، عزالدين الدويلي، محمد الفاخري أُدارها الكاتب المسرحي علي الفلاح.
كما شاركت الهيئة العربية للمسرح بثلاث ورش تدريبية وهي:
الورشة الأولى ورشة الدراماتورجيا وكلفت لتأطيرها الكاتب التونسي بوكثير دومة، والورشة الثانية ورشة فن التمثيل وكلف بتأطيرها الممثل التونسي عاصم بالتهامي، والورشة الثالثة في السينوغرافيا وكلف بتأطيرها السينوغرافي العراقي د. علي السوداني، وقد امتدت هذه الورش على امتداد عشرة أيام وقدمت نتيجتها في عرض بحفل الختام “ردوا لي وجهي” والذي جاء كتتويج لثلاث ورش تدريب شارك بها 38 متدرباً مسرحياً من كافة مدن ليبيا وسط حفاوة كبيرة وحماسة من المسرحيين والجمهور، ورسمت هذه الورش إشارات مضيئة على درب استعادة المسرح الليبي لعافيته، وقرب عودته ليلعب دوره المأمول في المشهد المسرحي العربي، كما اجتهد المؤطرون الثلاثة على أن يجعلوا من ورشهم نوافذ لما وصل إليه المسرح، تطل على مستقبله الذي نساهم فيه جميعا.
وكان عرض الختام بحضور لفيف من الشخصيات والفنانين والفنانات والإعلاميين والأدباء والكتاب والشعراء وضيوف من محبي المسرح ومن تم تكريم الراحل صلاح المصري ، والراحل محمد بركة وكافة الفرق المسرحية المشاركة والأساتذة المتخصصين من تونس والعراق .
وبعد أيام عاشتها مدينة بنغازي وضيوفها مع العرس المسرحي المتميز اسدل الستار عن النسخة الأولى والتي استمرت لمدة أسبوع بين ورش ومحاضرات وندوات وعروض مسرحية ومعرض كتاب ، وبحضور كبيروملفت من مختلف المدن الليبية ، وبمشاركة من تونس والعراق .
الجدير بالذكر بأن هذا المهرجان والذي تشرف عليه وتنظمه فرقة المسرح الشعبي بنغازي تقرر ان يكون سنويا بنفس التوقيت من كل عام و” فرقة المسرح الشعبي” تأسست في عام 1936، بمدينة بنغازي على يد الفنان الليبي رجب البكوش (1905 – 1994)، الذي احتضن بدايات الحراك المسرحي في البلاد، حيث عُرضت عليه أولى المسرحيات مثل “الشيخ إبراهيم” وهي نصّ غنائي مُقتبس من كتاب “ألف ليلة وليلة”، والوفاء العربي” التي منع الاستعمار الإيطالي عرضها.
انبثق عن المسرح العديد من الفِرق كما نشط خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي لكنّه أُغلق بعد الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2011 حيث نالته أضرارٌ عديدة قبل أن تتمّ صيانته ويُعاد افتتاحُه سنة 2019م.