آخر العناوين
فنون شعبية

صناعة السروج في ليبيا

مايضيفو غير بالضان *** مسلان في السمن طايب

ومايركبو غير لحصان *** والسرج فوقه عجايب

    الصناعات التقليدية في ليبيا متعددة ومتنوعة ويستعملها المجتمع الليبي منذ أقدم العصور في حياته اليومية حتى يومنا هذا.

ومن ثقافة المجتمع الليبي تجد المنقوشات والتشكيلات والرسومات والزخارف في كل الصناعات التقليدية اليدوية، وتجد هذه الصناعات في أغلب المدن الليبية ومدينة طرابلس واحدة من هذه المدن وتعد المدينة مركزا اقتصاديا مهما منذ القدم، ويمارس أهلها العديد من الحرف كالنسيج والصياغة والحدادة والصباغة والدباغة والسراجة والنحاسيات والعديد من الحرف الأخرى.

ان المصنوعات الجلدية عبارة عن صناعات بسيطة تعتمد كل الاعتماد على الثروة الحيوانية وتنصب على إنتاج السلع الاستهلاكية وهى منتشرة في معظم المناطق الليبية، فتصنيع المواد الجلدية وإنتاجها من الصناعات الرائعة في ليبيا وتولي أهمية خاصة للتطريز المختلف للمصنوعات الجلدية وخاصة منها الموشحة بخيوط من الفضة، ومن ضمن الصناعات الجلدية هذه صناعة السروج التي كانت صناعة مزدهرة في طرابلس وهي صناعة يدوية مشغولة بسلوك الفضة والنحاس والقلائل هم الذين مازالوا يزاولون هذه الحرفة ويصنعون بأياديهم سروج الخيل المرسومة بالنقوش العربية والرموز القبلية الليبية والعديد من الحرفيين الذين ورثوها عن أجدادهم يمارسونها لكن هذه الأيام، مع شح المواد المستوردة من الخارج، توشك الحرفة على الاندثار وتعتمد هذه الصناعة على المهارة والإبداع فكل حرفي لدية بصمته المميزة مع عدم الخروج عن المتعارف عليه أذ يعتبر السرج الليبي من السروج اللي تعتبر من التراث الشعبي الأصيل  حتى في صناعته وتركيبه علي الخيل والسرج الليبي متميز في أنحاء العالم بجماله وألوانه الزاهية واختص عدد من الحرفيين في صناعة السروج وعرفوا بالسراجة، واهتم الحرفيون بتزيين وزخرفة السروج بقطع أو أسلاك ذهبية وفضية ويتم ذلك يدويا، وبصورة جميلة، كما يقومون بتغطية السروج بقطعة من القماش الناعم الجميل الذي يعرف بالبشت ومنه اطلق على هذه النوعية من السروج اسم البشت ويفتخرون بإظهارها في مناسبات الأفراح وسباق الفروسية وغيرها من المناسبات وهناك نوعين فاخرين من السروج النوع الأول (سرج الفضة) المتمثل في تطريز زخرفته البديعة بخيوط الفضة أو الذهب، والنوع الثاني من السروج يعد من أرقى أنواع السروج المعروفة (بسرج الفضة) وهو يزخرف بشرائح فضية قد تكون مذهبة أحيانا، وتعتبر مدينة طرابلس المقر الرئيسي لمثل هذه الصناعة، وأهمية هذه الصنعة تتضح في وجود سوق خاص يمارس فيه هؤلاء الحرفيون نشاطهم يعرف بسوق السراجة، تصنع وتباع فيه جميع أنواع السروج وتتضاعف قيمته إذا غطى بصفائح من الفضة أو أدخل في صناعته وزخرفته خيوط فضية أو ذهبية وصناعة السرج الواحد عادة ما تحتاج لثلاثة أشهر ينسج خلالها الحرفي الخيوط بأشكال ونقوش مختلفة وللسرج أنواع منها سرج الخيل  وسرج الجمل المهري ويسمى الراحلة ولسروج الخيل أنواع وهي:

سرج منقوش بالفضة درجة أولى وسرج منقوش بالفضة مقاس 10سم و 12سم.

وسرج منقوش بالنحاس متكامل وسرج نصف عمل منقوش بالفضة.

– مكونات صناعة السرج:

صناعة السرج تتكون من جزء مقوس مرتفع في مؤخرة المقعد يسمى القصعة، كما يوجد جزء مرتفع من الناحية الأمامية يسمى القربوس ويبطن بالصوف ويكسى من الخارج بالجلد ويتصل به عدد من السيور لربطه بجسم الفرس من ناحية الصدر والبطن كما يتصل به سيران يعلق فيهما ركبات ليضع الفارس رجليه عليهما، والجدير بالذكر يمكننا التعرف على أهم مكونات السرج وهي:

1 – لبد: نسيج قطني يوضع بين السرج وظهر الفرس.

2 – الحلاس: نسيج يوضع فوق البد.

3 – الركب: جمع ركاب، وهو الحديدة المعلقة بالسرج على جانب الفرس يضع فيها الفارس رجله.

4 – الحزام: سير عريض من الجلد غالبا يربط به السرج الى بطن الفرس.

5 – الدير: سير عريض من الجلد تزين ظاهره زركشة مطرزة يدور تحت رقبة الفرس ويتبث طرفاه بمقدم السرج.

6 – الأخدود: قطعتان من الجلد المضاعف، مطرزتان، يربط طرفاهما الأسفلان باللجام والعلويان يربطان خلف أذني الفرس.

7 – الصراعان: سيران من الجلد يربطان بجانبي اللجام، ويمسك الفارس بطرفيهما الأخرين ليكبح جماع الفرس.

8 – التكفال أو الإستكفال: وهو القماش الملون الذي يطرح على كفل الفرس خلف السرج.

 

– الزخارف

تظهر الزخارف العربية الإسلامية على السروج الليبية، وأبدع الحرفيون في الرسوم الهندسية واتخذوا من العناصر النباتية زخارف لها مما جعل منها وحدة فنية رائعة متماسكة وزاد في جمالها وتناسق أجزائها عناية الحرفي الليبي بتطعيمها بالفضة والذهب والنحاس.

– واقع صناعة السرج:

للأسف لم يبقَ إلا عدد قليل من حرفيي مدينة طرابلس القديمة يزاولون حرفة صناعة السروج باقتدار رغم ضغط الاستيراد الخارجي المنافس الذي بات يهدد مصدر دخل معظم الحرفيين ووقوعهم في الأزمات وهو ما يهدد بزوال ما تبقى من هذه الحرفة والمعروف أن مدينة طرابلس القديمة تتميز عن سائر المدن الليبية الأخرى بخصوصية حرفها اليدوية وصناعاتها التقليدية فقد أصاب نشاط حرفة صناعة السروج تدهورا كبيرا وانعكس ذلك على اندثار دباغة الجلود ذات الأساليب البدائية التي كانت مزدهرة ودفعت بالعديد من الصناع الوطنيين الى إقفال مدابغهم والاتجاه الى أعمال أخرى.

-ومن الأسباب التي أدت إلى وجود مشاكل تعوق أو تقاوم هذه الحرفة ومنها النقص المستمر في الأيدي العاملة وعزوف الجيل الجديد على العمل بهذه الحرف حتى من العائلات الحرفية المشهورة بها والاتجاه إلى التعليم الحديث مما أثر سلبا عليها بالإضافة إلى صعوبة الحصول على المواد الخام المستوردة من الخارج كالذهب والفضة وتكلفتها العالية من الأسواق السوداء مما يقلل من الإنتاج بالرغم من وجود وتوفر الطلب على شراء السروج وتغيير الأسواق المخصصة لصناعة السروج التقليدية إلى أماكن لممارسة حرفة التجارة والخدمات وغيرها من أغراض أخرى، وإغراق السوق بالسلع القادمة من الدول الأجنبية، فتغيرت وظيفة الأسواق وأصبحت سوقا تجاريا ومتاجر لبيع مختلف أنواع السلع، حيث فقدت الحرفة الأصول الصناعية التقليدية الخاصة بها.

– السرج في الشعر الشعبي

تغنى الكثير من الشعراء عن السرج وجماله ودوره في ركوب الخيل ومن ضمن ما قيل على لسان بعض الشعراء من كلمات :

“مايضيفو غير بالضان *** مسلان في السمن طايب

و مايركبو غير لحصان *** و السرج فوقه عجايب”

وأيضاَ “دارولها سرج وهجار *** وزادو الكريده سماحه

ورموها على سامر النار*** وجت سالمه من جراحه

ومبروك يالازرق عليك قلادة *** جاتك هدية من كحيل هماده”

وقيل “جاء يدعفز داير دوشة منين سرج بين نزالي …

 لاقاته بوجوه بشوشة ناس أتقول في موكب والي

وعلى سرجه فضة منقوشة مطروزة انطق بفيلالي …

قربوص زخارف مفروشة لظم إسلامي موش إيطالي”

وقيل أيضاَ:

يا سرج ديمة للعناء عنوان *** شهير يشهدن عنك ظهور الخيل

مفجر مذهب من بعيد تبان *** كمين ثلب بحلاطه عليك يخيل

ياسرج صامد كي جبل صوان ***علي طول ما طال الزمن أصيل”

0 0 أصوات
تقييم المقال
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
ردود مضمنة
عرض كل التعليقات

قد يعجبك أيضا

فنون شعبية

غناوي هلنا

  • 5 مايو، 2020
تعتبر أغنية العلم من أعرق الأغاني في ليبيا ومن أكثرها إنتشاراً وعلى الرغم من إختلاف في الأداء بين منطقة وأخرى
فنون شعبية

عيشة هلنا (1)

  • 8 أكتوبر، 2021
- الصناعات التقليدية متنوعة، وتنفذ بخامات مختلفة، وهي أشغال يدوية في مجملها مثل:
0
للتعليق على المقال.x
()
x