النسخة السابعة من معرض دواية لفن الحروفيات

*فوزي بن ميلاد
أدركت الفنون المعاصرة دور الحرف في إضفاء جماليات على بُنيتها ليعتمد بعض الفنانين التشكيليين على الحرف نظراً لانفتاحه ورمزيته المتناهية مما يضفي على اللوحة التشكيلية طابع بأبعاد جمالية ورمزية جديدة تزيده تألقاً.
حيث شكّل الحرف العربي علامة بصرية لها تأثيرها على تطويع الفن التشكيلي ومزجه جماليا ليخلق محاكاة بين الموروث والمقتبس وبين المبتكر والحداثي وبالتالي كان لوقع الخط والتكوين التشكيلي حضور في خلق مسار فني عرف باللوحة الحروفية.
واستمرارا لنسخها الستة السابقة أقامت منظمة دواية للفنون معرضها الشهير ( دواية للحروفيات) في نسخته السابعة وذلك بدار الفنون بطريق السكة بطرابلس في الفترة من 22-27- اكتوبر 2022م وشهد حفل الافتتاح حضور لافت من المهتمين بالمجال الفني التشكيلي وعشاق جمال الحروفيات واستمرت الزيارات للمعرض على مدى الأيام الستة وقد شارك في هذه النسخة كل من الفنان أحمد البارودي – محمد الخروبي – البهلول الشريف من ليبيا وكوثر تيتش ومحمد مالكي من تونس وعبدالمالك نونوحي المغربي المقيم في فرنسا ومحمد الرقيبي من المغرب.
تُقدّم الأعمال المعروضة الحروفيات بأساليب رسم وتشكيلات مختلفة ابتداء من تكوينات الباروني الى تلوينات الخروبي وتداخلات البهلول مرورا بخطوط وتقاطعات المالكي وتراكمات الرقيبي ونقائش كوثر ومساءات نونوحي لا سيما من خلال الألوان التي تضيف إلى جمالية الحرف بعداً آخر ومميزاً في الشكل والتركيب وقد تميّز كل فنان في تقديم رؤيته للحروفيات وتصويره للمعاني عبر الإطارات الحروفية التي يبتكرها الفنان.
وقد عرضت حوالي 27 لوحة للحروفيات نالت الإعجاب والاستحسان وتميزت بألوانها وتنسيقاتها الرائعة حيث تم دمج الفن التشكيلي بالحروف ليخرج لنا هذا الفن الحروفي الرائع وقد ابدعوا الفنانين في تطعيم لوحاتهم وتكويناتهم الفنية بالحروف ، حيث أصبح فن الحروفيات يجد الإقبال في الساحة التشكيلية وظهرت لهذا الفن أسماء اعتمدت بأساليبها الخاصة في إحداث ثورة في الساحة التشكيلية وبات لتلك الأسماء والفنانين عشاق ومهتمين يتابعون أعمالهم.
يستخدم الفنانون المشاركون مختلف الأساليب والتقنيات في لوحاتهم من خلال الحروف المجرّدة في إطار الرسم بالألوان الزيتية والمائية والمواد المختلفة وفن الحروفيات هو فن كل التقنيات وكل الطرق الحديثة والثابت فيه العملية الإبداعية أما المتحرك فهو أنماط الحروف وأشكالها المتعددة والمختلفة التي تؤدي بالمعنى إلى معنى آخر.
ونحن إذ نستمتع بأعمال فنية حروفية حديثة أو قديمة إنما استمتاعنا بها نابع من أن هذا الفن البصري فيه ثراء وتعدد يدهش كل مهتم بهذا الفن المتميز الراقي المتوهج.
ولا يسعنا ألا نتقدم بالتحية لكل المشاركين في هذا المعرض الذين تكبد بعضهم مشقة السفر وبذلوا جهود من أجل أن ترى لوحاتهم النور وأن نستمتع بجمالها والشكر لمنظمة دواية الجميلة الراقية التي عملت واجتهدت ونسقت والتزمت باستمرار معرضها رغم كل الظروف.