آخر العناوين
مقالات

المجون في كره الفنون

فوزي بن ميلاد

 التنوع أساس الحياة والله خلق البشر أشكال والوان كما باقي المخلوقات من جماد ونبات وحيوان والناس أذواق  هذا لاشك فيه ، ولكن ان تفرض لونا معينا أو نمطا معينا في الحياة فهذا هو الجهل والتعصب بعينه ، كأن تحب الحرب والدمار وترى السلام والبناء عبتاَ فهذه مشكلتك ومرضك وحدك  ، ونفس الشيء ينطبق على باقي الأشياء.

هذه مقدمة لابد منها للدخول للموضوع وهو ومن خلال متابعتي للأخبار الفنية في ليبيا وقراءتي للتعليقات الواردة بهذه الأخبار شعرت بالآسف من المستوى الانحطاطي الذي وصل اليه البعض ، فالحياة ليست اكل وشرب ومقاهي وأسواق وسيارات تجوب الشوارع بدون عمل ولا هدف وليست منحة لإرباب الأسر وليست جامع ونطع وسبحة أيضا ( ولا تنسى نصيبك من الدنيا ) الحياة عمل وجد واجتهاد وكفاح وبناء وامل وتحدي وأبداع وتأمل فالبنية التحتية والأعمار وبناء المستشفيات والمدارس فن وبناء جيل واعي ومبدع في شتى المجالات  هو فن ، أما بناء المقاهي والمطاعم والاستراحات على انقاض المكتبات والمسارح ودور العرض والسمسرة والمضاربة  في العملة فهو العبث والفساد بعينه ولا علاقة له بالفن أطلاقا .. تهدم بناء لتوعية العقول لتبني بناء لتعبئة البطون ، ما هذه المسخرة والمهزلة التي نعيشها ، الهجوم على الفن والأبداع والتأمل والفكر هو جهل وعدم دراية بوجودك في هذه الدنيا أصلا .. الأعمال الفنية كافة ظاهرة حضارية وتوثيق مهم لفترات زمنية غابرة ومؤرخة للحظة الراهنة ،  فعمل مثل ( فيلم الرسالة و عمر المختار و الشظية ) أو مسلسل مثل ( حرب السنوات الأربعة و الفأل ) او عمل موسيقي مثل (رحلة نغم ) أو عمل فني ( كالغزالة ) أو لوحة شعبية ( كالكسكا ) أو عمل معماري كمدرسة الفنون والصنائع الإسلامية كل هذه الأعمال وغيرها الكثير لا تقدر بالقيمة المادية أنما تقدر بقيمتها  التاريخية والفنية فهي تذهب بنا إلى الماضي البعيد لنستمد منه العبر والدروس وأما الأعمال الاجتماعية فهي كثيرا ما تعالج مشاكل وقضايا غاية في الأهمية في الوقت الحالي وهذا لا يبرر ان بعض البرامج والأعمال الفنية هابطة المستوى  ومع هذا يبقى شرف المحاولة .. هناك من يعيش على المجون ويرتكب كل الموبقات سراً وعلانية ولا هواية لديه إلا السب والقذف من وراء حجاب (الكيبورد) لكل ما يتعلق بالفن والجمال وهناك طبقة تتابع الأعمال العربية والأجنبية عن كتب وتستهزئ وتستهتر بالأعمال المحلية هذه الطبقة لنا وقفة مستقبلية معها .. النقد البناء للفنون شيء وكره الفنون واحتقارها شيء آخر ، هذا في ما يتعلق بالأعمال التي عرضت ، أما ان تشن  هجوم على أعمال لم تعرض بعد فهذا مالم اجد له أي تفسير إلا كره الجمال والأبداع وامراض مستعصية وخفافيش  تعشعش في العقول الخاوية ، اغلب الدول التي دمرت بعد الحرب العالمية الثانية لم تبنى او ترتقي بالسلاح  او قمع الحريات ولم تبنى بالبدع والدروشة ، أنما بنيت وتقدمت بالعلم والثقافة والتراث والفنون فكيف لنا ان نبني دولة ونحن نرى الفن والتأمل والإبداع ترفاً لا طائل منه ؟.

 
فنون طرابلس

فنون طرابلس

About Author

صحيفة فنية تهتم بأنواع الفنون السبعة

0 0 أصوات
تقييم المقال

اترك رد

0 تعليقات
ردود مضمنة
عرض كل التعليقات

قد يعجبك أيضا

مقالات

الشنار .. يا عمي أوسكار.

في هذه المقالة أو التدوينة أو ( التخربيشة ) سمها ما شئت، سأتحدث عن ( الأوسكار) وهي جائزة من عدة
مقالات موسيقى

“أغنية الطفل المفقودة “

كتبت : فاطمة سالم عبيد   ان اغنية الطفل خاصة في ليبيا تضل الاغنية المفقودة التي نبحث عنها في القنوات الفضائية
0
للتعليق على المقال.x
()
x