الخيل*: جماعة الأفراس لا واحد له كما جاء في مختار الصحاح وهي الجياد مفردها جواد، ونقول فرس للأنثى والذكر أما في لغتنا الشعبية فنسمي الأنثى فرساً والذكر حصانا والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة كما جاء في الحديث الشريف والخيل في* المأثور الشعبي* الموروث حاضرة بارزة مميزة بين جميع الحيوانات الأليفة ولاينافسها في مكانتها وحظوتها عند أهل البادية إلا الإبل فالإبل كسب عز وكنز كما يقولون والخيل للوجاهة والمنعة والسؤدد.
الخيل: صفاتها وأعمارها وعدتها .
والخيل يسمِّيها أهل البادية بحصان وفرسٍ وجواد ويقولون عنها كوت ونقمال وسابق، ولها نعوت كثيرة وتسمَّى عند الولادة (فلو ، فلوة) وبعد سنة يسمَّى حولي، وبعد سنتين جذع، ومن ثلاثة سنوات رباع، وفي هذه المراحل يقصون شعر الذيل نهائياً، ويسمُّونه (محسلك)، وفي هذه المرحلة يضعون عليه السرج ويقولون “سارز”، أي يستطيع حمل العدَّة والفارس، ثم خماس يقصُّ ذيله على حافة عصا الذيل، ويسمَّى مقبوب،
ثم سداس ويقص ذيله على شوكة العرقوب، أول قرح ويقصّ ذيله على القزعة عند نهاية الرجل، ثم ثاني قرح وثالث ورابع ويكون ذيله كامل النمو، ويسمَّى (ساحب) ويقال (مركوب وجاضور)، ويقال عند الهرم (عود أو عودة) ويسمَّى سبيب الرقبة (نصي)، وعند الرأس يسمَّى (قصَّة) وعند بداية الرقبة (عرف).
وتسمَّى بألوانها : خضر وحمر وأبيض وأشقر وأزرق ، ويقال عن الأزرق أي الأسود أدهم ، و إذا كان أحجل أي بأرجله بياض فهو عندهم “ حجل امجبَّر بالسواد”
يقول الشاعر خالد ارميله في وصف الجواد :
يجوها علي كل مكروم معَ أمَّه مكمِّل أسنانه
حولين ما هوش مفطوم اكبر امعاه تغضيب جانه
له ثلاث خرفان مجلوم رباع عنصلت كشتوانه
خضر لون يسواد بحموم دخان نوّ ثابن غصا نه
اذراع نمر تلقاه مرشوم مبدِّل لبوست الوانه
يجَّالب كما موج ديموم مساره أوقات اضولانه
ويقول آخر:
أزرق منقرش لون له نخضاره دخَّان رمث في جورة أمطار شديدة
ويعرف الحصان الممتاز بواسطة علامات يعرفها السائس، يقال لها (البراريم) وهي كثيرة، أهمُّها (بريمة الركاس) وهي وراء الأذنين بقليل، إذا وجدت فإن صاحب المركوب تكثر عنده الغنم، و(بريمة العذار) وهي أسفل الحنك، وبريمة (الشريحة) في الصدر، ويقولون (بريمة الشريحة ضامنة لكل فضيحة)، وبريمة الجبهة واحدة، براريم الخير في السمانيس فوق الكليتين، ومن الغريب أنه لا يوجد في الخيل حبل سرَّة، أي مشيمة.
وللحصان أدواته الخاصة التي لابد منها:
منها المخلاة التي يأكل فيها، يوضع فيها العلف، وتعلُّق على رأسه، وفيها العلوق.
والطرَّاحه وهي سلسلة من الحديد أو حبل متين يربط في موثق مثبت في الأرض، وعند نهايته حلقتان مثبتتان إحداهما في الأخرى، بطريقة تسمح بدورانهما حول بعضهما وتسمى “المدور”، ثم “الهجار” وتربط به الرجل الأمامية والخلفية، و”القيد” تربط به الرجلان الأماميتان، و”العدَّة” أي السرج، وتتكون من السرج ويسمَّى الكتب، وهو مصنوع من الخشب المتين، وعليه جلد مخروز، والاجناب وتسمى الشواطر، ومثبت بها حلقتا الركاب، وبها سير من الجلد لتثبيت الركاب لتطويله وتقصيره حسب رجل الراكب، ويسمَّى الدوالات، وتحت الحلقات جلد يسمَّى (الشاريت)، ليمنع الاحتكاك بجلد المركوب، ثم البدود وهي خمسة، وهي بألوان مختلفة أبيض وأحمر وأخضر وأزرق وأشهب، ثم الشريحة وهي لربط العدة وتثبيتها على ظهر الحصان، والدير وهو يمنع العدَّة من الرجوع إلى الخلف، ثم الجلال وهو مصنوع من الغزل، يوضع أعلى العدة، وبه فتحتان ليخرج منهما القربوز، وهو مسند أمامي للعدة، والقصعة وهي مسند خلفي، وذلك لحفظ الراكب من الانزلاق إلى الأمام أو إلى الخلف، ثم اللجام ويوضع في فم ورأس الجواد، وبه جدائل جميلة تتدلى على خدِّي الجواد، تسمي العذارات.
وللجواد الأصيل صفات وملامح و براريم وهي دوائر من الشعر في أماكن مختلفة من الجسم، يعرف بها جودته.
ويطلقون اسم كديش على الجواد الذي ليست به صفات جيدة، ويطلق على الخيل من هذا المنطلق “نواصي”.
والخيل تجذب الخير وأحياناً الشر.
ويقال في المثل “نواصي وعتب وبعض من الذريَّة”.
وكلمة النواصي تشمل المرأة أيضاً، والعتب عتبة الدار.
وكما يوجد في الخيل “عطيب”، يوجد في الفرسان عطيب، ويقال في المثل “يا ويل الخيل من ركَّابة السوء”.
وقد كانت الخيل لا يركبها إلا شيخ أو رجل ثري، وليست مباحة للعامة.
ولسرج الجواد أجزاء ومكملات يحرص صاحب الجواد على أن تكون متقنة الصنعة متميزة في نقوشها وتطريزها يكلفها كما يقولون بأن يدفع فيها الثمن المغري للسراج فهي من أناقة الجواد التي تعد من إكرامه ، نسمع هذا النص الذي تخاطب فيه الزوجة جواد زوجها قائلة
إنشاالله يسيل ميمون … وسيدك ينجيه يابا
ويكسيك بالبشت والديّر … وخدود صنعة غرابا»
وهذه أخرى تصف هيئة الفرس وقد ألبسوها عدتها سرجاً مطرزاً بالفضة وخيوط القصب والحرير تقول :
«يازينها عند هلها … منين قزولوها وسارت
ويازين شكة نعلها … منين فأول القوم غارت»
وأخرى تتمنى لأخيها أو لزوجها فرساً على هذه الصورة:
«ودك على ظهر شقرا … وكل العرب يعرفوها
تقول شابه في عقب عرسها … جت زايرة بيت بوها»
في النص الأول أمل ورجاء في عطاء الله،غيث نافع يسيل بسببه الوادي فيكثر الخير ويهنأ البال ويتوفر المال الذي يقتني به صاحب الجواد سرجاً جميلاً كما وصفت أجزاء منه :
البشت والدير وخدود صنعة غرابا ، ، أما في النص الثاني فقد وصفت هيئة الفرس كما أسلفت وقد أظهرت إعجابها الشديد بما حفلت به تلك الفرس من عدة مبهرجة «سرج» كما جاء في عباراتها «منين قزولوها وسارت» ثم وهي تسرع مغيرة من المغيرات الأوائل.
وفي النص الثالث وصفٌ للفرس وقد جاء تشبيهاً بشابة حديثة الزواج «عروس» وقد حضرت إلى بيت أبيها في زيارتها الأولى،فهي حافلة بالحلي والعقود والألبسة الفاخرة.
وفي* الشعر الشعبي* والأمثال والتعابير ذكراً للخيل وإشادة بها ووصفاً لها،فهي المبجلة المعتنى بها والمكرمة دون غيرها فهي كما في هذا النص :
يا خوي علّق عليها … شعير بي سمح الظلايل
ولا كان عطشت اسقيها … حليب من ضروع الشوايل
لم تذكر لنا قائلة النص الفرس صراحة غير أنها أتت بالقرينة الدالة عليها: «علّق عليها» والعليق هو علف يختص به الجواد دون باقي الحيوانات،وقد اختارت له شعير وادي بي ، وأشارت به لتميزه في نظرها ،وأردفت في الشطرة الثالثة توصيه بأن يكون شرابها من حليب الإبل «الشوايل» إكراماً لها وتبجيلاً وهنا تصف جواداً أصيلاً،نفهم من قولها أنه متغيب عن الحي ،وهو كما دلنا المعني،ذاهب في ريادة من أجل الإبل يبحث عن الخصب أو هو يحرس الإبل من الغزاة الناهبين:
أزرق صهيله زغاريت … سبيبه طويل المعارف
وإن جيت للنجع ماريت … سيده مع المال طارف
ويعتنون بعدة الجواد «السرج» حتى وهم يدخلون أتون المعركة وهم يتأنقون في لباسهم وكسوة خيولهم .
دارولها سرز وهجار … وزادو الكريده سماحه
ورموها على سامر النار … وجت سالمه من جراحه
وفي هذا النص كانت المرأة ترقب المعركة من قرب حيث انطلقت زغاريتها تنشد الحماسة والحث على الإقدام فيمتلئ الفارس نخوة وحماسة ، ويدخل المعركة غير هياب ولكن الفرس تنالها جراح بليغة ، هنا يقف المهاجئ يقول:
ضربت على حلقة الدّير … وجت عايمه في دماها
خذنها عيون البناويت … اللي زعرتن في قفاها
وفي هذا النص إشادة بالفرس الأصيل الذي جاء من بعيد يسرع الخطى لينبئ فرسان الحي عن انتهاب الإبل وللتو يعود مسرعاً مع اللاحقين لاسترداد الإبل ويزدوج المعنى هنا في هذا النص بين أصالة الفرس وشجاعة الفارس، فكلاهما ينعته الشاعر بصفته، الفرس الذيجاء من موقع الإبل وعاد في الحال مع اللاحقين والفارس الذي أنبأ القول وعاد في أولهم يقول النص:
«فرس خوي حمرا حريري … وحجله مع التالياتي
جابت خبر النذيري … وغارت مع الأولاتي
وفي هذا النص تقول وصفاً للفرس وإشادة بشجاعة الفارس :
«يازينها ماتردّح … حمراء ولبست قلاده
عليها ولد بايع الراس … إما النصر وإلا الشهادة
أزرق مفصّل ميصّل … مطيبات الخصايل
وياما زينه وين يصهل … وسيده مدرّب وهايل
ونص آخر في إكرام الجواد:
«حطولها تمر قطرون … وشربت حليب الشكاوي
اللي راده مال لحسون … نهار سوق عوج اللغاوي»
وتحفل الأمثال الشعبية والتعابير بذكر الخيل:
«الخيل خيل والشهباء بروحا»
سمينة وجرّاية وماتاكلش الشعير »
«الفم في المخلة والعين في النادر»
«عافنة الخيل سمينة وما تجريش»
«حصاني ينقز السدرة»
«هذا حصانك وهاذي السدرة»
«لحصان من قبل حران ولقي سدرة»
«لحصان الباهي يسوقط من كرعيه»
«مشية الحصان لفزان »
«السرز طلبه والحصان وداعه »
«اللي قاد ركب»
«حصانك جرّاي».
ولدينا في ليبيا عدة انواع وسلالات من الخيل ومن اهمها الخيول العربية الاصيلة والخيل العربية الاصيلة لها عدة صفات تعرف من النظرة الاولى للحصان او الفرس .. ويوجد سلالات للحصان العربي يطلق عليه ((اصيل او عربي حر )) (( نص دم )) او (( ربع دم )) او (( ثلاث ارباع )) وهذا نتيجة لتزاوج الحصان العربي الاصيل او الفرس بسلالة اخرى من الخيل.
ولدى الحصان العربي الاصيل عدة اوصاف اهمها ثلاثة في اربعة.
ثلاثة حاجات اقصار – ثلاثة حاجات اعراض – ثلاثة حاجات اوساع – ثلاثة حاجات اطوال.
الثلاثة حاجات اقصار :-
1 – قصيرة لكرومة
( لكرومة هو ضهر الحصان اي مكان السرج . اي ان الكتف قريب من الفخذين او المؤخرة )
-2 قصيرة القين
القين هو رسغ الحصان ,, اي مسافة القين بالكاد ان تكون واضحة
3 – قصيرة الذيل
الذيل او الفتالة نلاحظ ان جدر الذيل قصير جدا ولا ينحني للاسفل لدرجة انك ممكن ان تتوقعه انه عظم مستقيم الى الاعلى.
الثلاثة حاجات اعراض :-
1 – عريضة الصدر
2 – عريضة الجبهة
3 – عريضة الكفل
الكفل او الزر في الموروث الشعبي هو مؤخرة الحصان
الثلاثة حاجات اوساع :-
1 – وسعة العين
2 – وسعة البوع.. ( البوع ) اي قفزة الحصان.
3 – وسيعة المنهج او لنهاج او المناهج
لنهاج هي عبارة عن فتحة انف الحصان ويطلق عليه الخيشوم ايضا.
الثلاثة حاجات اطوال
1 – طويلة الرقبة
2 – طويلة الساق
3 – طويلة الخرطوم
الخرطوم يقصد به وجه الحصان من الجبهة الى فمه.
والوان الخيل عديدة وجميلة .. علما بان اللون الذي يولد به المهر لا يبقى عليه بل يغيره مع تقدمه في العمر ويثبت على لون جدر ذيله من ناحية المؤخرة .. ذلك لون المهر.
ومن الالوان في الموروث الشعبي
الاربد .. الربدة :- السوداء ,,
الصدية :- اقل من الربدة في اللون
الزرقاء :- يطلق على الحصان الابيض الازرق في الموروث الشعبي .. ازرق صابوني .. ازرق حمامي.
الشقر :- اي لون قهوي فاسخ .. شقره حريري ..
الحمر :- قهوي داكن به حمره.
اسفاري :- اي صفراء اللون .. وهذا اللون غير مرغوب في البادية بشكل عام.
امقرّش :- به نقاطي مثل القرش
وعادة ما يشبه الشعراء الشعبيين المرأه الجميلة الرشيقة بالفرس العربية حيث يشبه حزامها ومشيتها وشعرها بسبيب الفرس ..