أن أشهر الحلي التي كان الليبيون يتزينون بها هي ريش النعام وقد وجدت صورهم منقوشة في لوحات الكهوف وعلى راسهم ريشة وكانوا يلبسون أيضاُ الحلق والأساور وقد ظهروا في نقوش سحورع ونقوش مدينة هابو وهم يتحلون بالعقود والأساور وأما الخلاخيل فقد وردت في لوحات الفن الصخري في ليبيا وعند الفراعنة في نقوش تحتمس الرابع حيث يظهر أحد أفراد قبيلة الليبو وفي أعلى قدمه اليمنى خلخال وقد ذكر هيرودوتس أن نساء ليبيات كن يلبسن خلاخيل جلدية وأن أخريات كن يحملن خلخالاً من البرونز في كل ساق ومازالت الليبيات يتزين بالعقود والأساور والخلاخيل الى وقتنا الحاضر في المناسبات كتقليد عن جداتهن.
الحلي الليبية في ما قبل التاريخ.
حفلت اللوحات الصخرية الليبية بصور الأزياء والزينة الفاخرة منذ العصر الحجري، حيث نرى نماذج للأزياء والزينة هي غاية في الروعة والإتقان.
كان التزين بالحلي شائعاً بين الرجال مثله بين النساء، فمنه القلائد الطقسية التي تلبس في الرقبة والصل الذي يلبس على الرأس للحماية والعصائب والخواتم والأساور في المعاصم والخلاخيل والعقود والأخراز الثمينة والأحزمة المحلاة بالأحجار أو باللآلئ والمينا، وكان استعمال الخضاب كثير الشيوع، فتخضب بالحناء الأظافر وتكحل العيون بالكحل.
الحلي الفينيقية.
من العسير جداً التمييز بين الطرز الفينيقية الشرقية والطرز الغربية (القرطاجية) في الحلي لأن هذه الأشياء الصغيرة لا بد وأنها كانت البضاعة التي يتجر فيها التجار الرحالة ومع أن الأصل المحلي يبدو أحيانا واضحاً في الغرب وخاصة في اسبانيا إلاَ أننا غالبا لا نستطيع الحكم بأن شيئا ما صنع في منطقة معينة من البحر المتوسط، وربما كان الكثير من الحلي الممتازة وخاصة تلك التي صنعت حتى القرن الخامس قبل الميلاد، قد صنع في فينيقيا أو قبرص أو مصر، فتشابهها الدقيق في التشكيل والصناعة يدل على أنها كلها صنعت في أماكن لا يبعد أحدها كثيرا عن الآخر.ومعظم مصوغات الزينة الفينيقية التي وصلتنا في حالة جيدة كانت من الذهب أما المصوغات الفضية فلم تكن في أغلب الأحيان جيدة الحفظ لأنها لم تحتمل الدفن في التربة الملحية بالمواقع الساحلية،أما البرونز فيبدو أنه لم يستخدم إلاَ في صنع الأشياء ذات الأغراض العملية مثل المشابك والأساور ( التي لم تكن أبداً شائعة في البلاد الفينيقية الشرقية كما كانت في شمال أفريقيا واليونان وايطاليا).
ويمكن مشاهدة الكثير من أدوات الزينة الليبية في العصر البونيقي المصنوعة من البرونز والعاج في متاحف لبدة وصبراتة.
صناعة الذهب والفضة في ليبيا.
كانت صناعة الفضة من الصناعات المشهورة في المراكز الرئيسية من ليبيا مثل طرابلس وجبل نفوسة وغدامس وكذلك بنغازي ودرنة والمرج ومصراته وفي هذه المدن كان يتم إنتاج الحلي التقليدية التي يتزين بها أهالي البلاد والمتمثلة في الأساور والأقراط والقلائد والخواتم والحجابات والتمائم والسروج المستعملة للخيول، وكان الطلب على اقتناء هذه الصناعة كبير لأن الأهالي يستعملونها كتمائم للحماية والعلاج وكان أمهر الصناع في هذه المراكز كلها صناع طرابلس وكلهم كانوا من اليهود الليبيين ومن تدرب على أيديهم.
كان الإنتاج السنوي لهذه الصناعة متفاوت حسب أحوال التجارة الخارجية وأحوال الحصاد في الريف والبادية وكان الإقبال كبيراً على شراء الفضة لاستخدامها في الأفراح وكانت سبائك الفضة تستورد من فرنسا ثم تصدر الصياغة الطرابلسية الى برقة وتونس ومصر وكان هناك الذهب الذي يصنع منه الأساور والأقراط والخواتم والقلائد ولكن الطلب عليه كان محدوداً لأنه لا يستعمل كتمائم مثل الفضة التي كانت لها علاقة بعبادة القمر التي اعتنقها الليبيون قديماً وكان اقتناء الذهب يقتصر على اليهود وسكان البلاد الأغنياء للتعبير عن مستوى ترفهم، ونتيجة لذلك كان تطور صناعة الذهب بالنسبة الى صياغة الفضة محدودة ومتواضعة إلى حد بعيد بينما تطورت صناعة الحلي الذهبية التى زاد عليها الإقبال كثيرا، ويرجع ذلك الى الرخاء الذى شهدته البلاد بعد ظهور النفط والسعي وراء التقليد وإهمال التراث.
واليوم مازالت صناعة الفضة من الصناعات المحلية الهامة، وتعتبر مدينة طرابلس من أشهر الأماكن في صياغة الفضة في ليبيا ويوجد بها سوق الصياغة أو الصاغة وهو المكان الذي يقوم فيه الصائغ بإنتاج وبيع التشكيلات المعدنية الثمينة مختلفة الأغراض،
ويقع هذا السوق بداخل أسوار المدينة القديمة- ويمتد من سوق العطارة باتجاه الناحية الشمالية إلى أن يتصل بجامع الناقة، ويحيط بجامع أحمد باشا، ويضم مجموعة كبيرة من الدكاكين والورش الصغيرة التي شيدت في أوقات مختلفة إبان الحكم القرماللي وكان هذا السوق قديماً يثير إعجاب الرحالة الأجانب بسبب أنشطته وثرائه وقد زاره الرحالة الإنجليزي ( إدوارد ري والرحلتان الأمريكيتان د . لوينس سميث – ه . لويز بريستون ) ويأتي إليه الناس من جميع أنحاء ليبيا لشراء مستلزمات الأفراح حيث يزداد فيه الازدحام في مناسبات الزواج التي تكثر عادة في موسم الصيف.
أدوات الزينة الفضية والذهبية.
كانت نساء البدو وعرب المدن واليهود يتسابقن إلى إظهار حلاهن والافتخار بها وقد توجد منهن من تظهر أقراطها وسواراتها وعقودها الذهبية وهي في الوقت نفسه- كما ذكر الرحالة جون فرانسيس ليون- ترتدي رداءً ممزّقاً، بل وهناك من سكان الواحات الليبية من النساء يرتدين الحلي الفضية على أجسادهن العارية وذلك قبل القرن الماضي، وصفهن الرحالة الأوروبيون- وهذا دليل على أن لبس الحلي ليس للزينة ولكن لغرض الحماية من العين والأرواح الشريرة – فليس من المعقول أن تتمكن تلك النساء من اقتناء الفضة وتعجز عن شراء الثياب، ولهذا ارتدى الأنسان الحلي ولبسها قبل أن يعرف الملابس وإذا تفحصنا النقوش التي تزين الحلي نجد أن معظمها عبارة عن طلاسم وحجابات لها علاقة بالمعتقدات مثل خاتم سيدنا سليمان والحويتة والقرن والحمامة والسلة والطاوس .
الحلي المستعملة في منطقة طرابلس.
الحلي في ليبيا تختلف من منطقة إلى أخرى بالرغم من وجود بعض التشابه بينها ولكن الحلي الخاصة بمنطقة طرابلس مميزة عن غيرها من المناطق الأخرى وبالنسبة للحلي في منطقة طرابلس لابد من أن تكون مكملة للملابس لهذا نجد الكسوة تحتوي على عدة أنواع من الأردية المحلية الصنع وحلي وجواهر- وتعتبرالحلي والمجوهرات التي يأتي بها أهل العريس خاصة بالعروس فقط، وقديماً كانت حلي العروس تتكون من ( الدمالج والحلقة والمكلل – خلالات – مقاييس – شنطاطب – تاونزة – الخلخال – الشعرية – احزام البشكتى – الخلال المشبك … وغيرها وكانت ملابس العروس الطرابلسية قديماً تحمل في الكروسة من بيت العريس إلى بيت العروسة.
أنواع من الفضيات
1 – (الخرص): وهو عبارة عن زوج من الدوائر غير مجوفة طرفا كل منهما غير ملتقيين وهي أقراط فضية كبيرة جداً حتى أن الاذنين لا تقدر على تحملهما ولذلك تعلقان تحت الظفائر فتتدليان قرب الوجه و توضع كل دائرة على جهة بعد ظفرها بالشعر وهناك عدة أنواع منه مثل الخرص الكبير والخرص الصغير والخرص المكلل وفي بعض الاحيان يوصل الطرفان ببعضهما بواسطة سير من جلد الفيلالي .
2 – ( الخلال ): وهو معروف مثل الخلال العادي ويصنع من الفضة وبه زخرفة من اعلى تخلل به المرأة الرداء على الصدر من جهة واحدة.
3 – الدبالج: وهو زوج من الأساور عريضة الحجم وكبيرة جداً منقوشة – من الفضة وقد تكون مطلية بالذهب وتنقسم إلى أنواع ويلبس كل منهما في اليد اليسرى وهناك نوع أخر وهو دبلج فضي صغير، يلبس مفرداً في اليد اليمنى للفتاة ويقدم لها بعد الخطبة فهو مثل الدبلة في الوقت الحالي.
4 – (الحدايد): هي مجموعة أساور من الفضة ولكنها أقل حجماً من الدبلج وغالباً ما تكون ستة .
5 – (الخواتم): وهي عبارة عن حلقة مستديرة من الفضة مزينة بأشكال لولبية وثقوب وقد تكون فضية أو ذهبية ويصل عددها الى اثنين أو ثلاثة في معظم الحالات و لها أنواع كثيرة وأشكال متعددة .
7 – الحصن: وهو على شكل صفيحة اسطوانية مستطيلة جميلة صغيرة ومزينة باشكال هندسية ووردية ونقوش بسيطة تعلق من الجنبين وتتدلى تحت الصدر بحيث يكون تحت نهاية الشعرية وبأسفل الحصن تذابيل جميلة على هيئة مثلثات تتدلى منها خميسات صغيرة الحجم، وسمى كذلك لأنه عادة ما يحفظ فيه قطع ورق مكتوب عليها آيات من القرآن توضع بداخل الصفيحة أو حجاب كتب من قبل ولي صالح تحصناً من العين والشياطين.
8 – حزام: وهو نطاق كبيرمن الفضة وفي الغالب يطلى بالذهب و مزين بعدة رسومات يسمى حزام البشكتي لأنه يشبه قطع البسكويت المصفوفة الى جانب بعضعها البعض .
9 – الترليك : وهو حذاء من الفضة ، يستعمل للعروس وهناك نوع آخر يصنع من الجلد يسمى أركاس .
10 – ( قلادة الصخاب ): وتعرف عند البعض بخناق المحلب وتستعمل من قبل البدو وحضر الجبل والواحات والسبب في ذلك يرجع إلى أعتقاد الناس بأن أمنا حواء عند خروجها من الجنة ندمت وبكت فنبث من دموعها القرنفل والطيب، وتلبس قلادة المحلب فوق الحلي الفضية وتصنع من حبات القرنفل بعد وضعها في الماء لتصبح رطبة ثم تلضم في خيط من سبيب الخيل بواسطة الأبرة ويضاف اليها بعض الخرز المصنوع من الفضة أوالعقيق الملون العادي وفي بعض الأحيان الأخرى تصنع من معجون العنبر المعطر الذي يعرف محلياً بالمحلب، خرز على هيئة مثلثات صغيرة ملظومة بطريقة معينة في خيط على هيئة قلادة يعلق في الرقبة وعند لبسها ينبعث منها رائحة نفادة قوية تعبق المكان وذلك ما تفضله البدويات وفي مناطق الواحات يصنع من حبوب عطرية توجد ضمن محتويات العلاقة التي تصنع منها روائح العروس وبعد أن تدق وتهرس تلك الحبوب تخلط بطريقة معينة ليخرج منها ما يعرف بالسخاب الذي يعلق في رقبة العروس كقلادة كما يعمل منها أيضا البخور الأصفر- وأبوعجة والتلوتى والمقطر والمعبة وهي أنواع من العطور كانت تستعمل من القرنفل والقمّام والمحلب وشوشة الورد والعنبر والمستكة والجاوي وتخلط كل هذه مع رائحة تعرف ببيت السودان تسمى ( المحلب ) لها رائحة قوية بعد دقها بالمهراس وفصل زيتها الذى تستخذمه السيدات كعطر، تم تعجن المادة المتبقية وتشكل على هيئة خرز جميل المنظر وتجفف تم تلظم في خيوط من شعر ذيل الحصان تسمى سبييب وتلبسه المرأة فوق كامل زينتها الفضية وبذلك تصبح رائحتها قوية ونفاذة .
11 – ( الشعيرية ): وهي قلادة ذات تذابيل وزوائد كثيرة على هيئة قرون تغطى معظم الصدر وهى من الفضة وفي بعض الأحيان تكون مطلية بالذهب وتلبس في الرقبة على الصدر وهي مزينة بأشكال هلالية في وسطها خميسة تمثل بزوغ القمر وتعتبر من الحلي الليبية القديمة جدا وتشبه القلادة المقدسة الفرعونية وقلادة عشتار. ( انظر مقالة فابري في مجلة ليبيا القديمة).
12 – قلادة صغيرة : تصنع من الفضة مكونة من حوافر صغيرة بها خميسات ومجموعة عقيق مختلف الألوان وهي قديمة جداً وتصنف على أنها قلادة من شمال أفريقيا.
13 – قلادة كبيرة: تتكون من مجموعة مثلثات فضية كبيرة الحجم، مزخرفة بزخارف نباتية ملظومة مع خرز من العقيق والمرجان، وتزن حوالى ربع كيلو جرام أو أكثر.
14 – العنابر: تصنع من الفضة وهي زوج من الحلي على هيئة حلقة مغلقة مزينة في أسفلها بزخارف نباتية يتوسطها هلال فوقه نجمة. وتتكون كل حلية من ثلاث مثلثات كبيرة مخّرمة تنتهي من الأسفل بتذابيل من العقيق والخميسات الفضية. يلبس في أعلى الرأس ويتدلى على الخدين.
15 – التراكى: شكل على هيئة نصف دائرة من الفضة متصل بها عدة سلاسل تربط بين أشكال بيضوية من الفضة تتدلى منها خميسات مرصعة بالعقيق .
16 – تميمة : تستعمل لتزيين الرأس وتتكون من تالقات- الطارت- حرممو- إقلولاي- ويتخللها المرجان وشرائح من الفضة برأس حاد وتميمة دائرية في الوسط ومجموعة سلاسل تنتهى بأجراس معلق فيها عدة خميسات صغيرة.
17 – مكلل: هو زوج من التكاليل الثقيلة من الفضة على شكل دائرة واسعة بها تعاريج من الجوانب تستعمل كزينة للشعر.
18 – سراب المرجان: وهي خيوط من المرجان تعلق بالرقبة وتوضع على الصدر تلو بعضها وبين قطع المرجان تثبت قطع فضية ويزين بها الصدر في شكل مقوس .
19 – خيوط الشعر: وهي خيوط ملونة تصنع من الصوف المصبوغ الأحمر والأزرق تستعمل في ظفر الشعر.
20 – ( الخلخال ):يعتبر الخلخال من أقدم أدوات الزينة المعروفة في ليبيا، ويعود إلى عصور ما قبل التاريخ وظهر بوضوح في للوحات الصخرية جنوب ليبيا في أقدام النساء وذكره هيرودوتس عند وصفه لزينة الليبيين رجالا ونساء.
الخلخال هو زوج من الدوائر الكبيرة يصنع من الفضة الخالصة وتزن القطعة الواحدة منه حوالى كيلوجرام وبه زخارف تشبه زخارف الدبلج وتلبسه المرأة في ساقيها وقد دخل استعمال خلخال القدم عند الأمازيغ تقليداً لأهل طرابلس وكان ذلك متأخرا، وليس فقط الأمازيغ وحدهم من قلد الطرابلسيين في لبس الخلخال في العهود المتأخرة، ولكن حتى نساء وبنات الطبقة الحاكمة التركية لبسن الخلخال فكان الخلخال يرن داخل قصر الحكومة ( القلعة ) في أرجل النبيلات التركيات وبناتهن والدليل على ذلك ما قالته الآنسة توللى عند تجهيز حلي بنت الباشا عند زواجها كان الخلخال من ضمن التجهيزات وكانت اللالة عائشة زوجة البك تلبس حول رسغ قدميها مثل سيدات أسرة الباشا نوعا من الحجل ( الخلخال ) المصنوع من قضيب من الذهب، يربطنه حول رسغ القدم بيد واحدة تبلغ سعته بوصة ونصف وكذلك سمكه وكل واحد منها يزن أربعة أرطال ولا يسمح لاي امرأة أخرى غير بنات الباشا وحفيداته بلبس هذه الحلي من ذهب وعلى السيدات اللواتي لا تجري في عروقهن دماء الوالي أن يلبسن الخلخال من الفضة وما قاله الصحفي الألماني كراوزه الذي حضر القصف الإيطالي في ليبيا:
“ وعلى شاطئ البحر حيث كان آثار مياه الوادي التي حفرت الأرض قرابة متر ثم اختفت بسرعة، نصبت المراجيح وكانت هذه المراجيح بمثابة مكة في قلوب حوالي ألف طفل من أبناء طرابلس، ولقد صادفت هنا فتيات تركيات يرتدين ثياباً أوربية غاية في الأناقة إلا أنهن كن يرتدين فوق أحذيتهن خلاخل ذهبية أو فضية ثقيلة،إنه خليط يجده المرء باستمرار حيث تعيش حضارتان إلى جانب بعضهما البعض “.
الحلي المستعملة عند الطوارق.
النساء التارقيات لا يلبسن الحلي إلا في الأفراح والمهرجانات أما في الأيام العادية فتودع هذه الحلي في صناديق ذوات أقفال حديدية يحمل التارقي مفتاحها في حله وترحاله ومن هذه الحلي: الخواتم – الأساور – القلائد – الحلق – وبعض القطع الخاصة بالشعر ونساء الطوارق يلبسن خواتم من الفضة كبيرة ذوات الفصوص وأحيانا بدل الفص تجد علبة صغيرة للعطر وتلبس المرآة اثنين أوثلاثة من هذه الخواتم الكبيرة في اليد الواحدة وهى دائماً من الفضة أوالنحاس لأن الذهب مكروه عند الطوارق بسبب ديانة عبادة القمر في الصحراء ولا أحد يتحلى به لأنهم يعتقدون أن للذهب روح وهذا تأثير من الديانة الفرعونية وأنه مجلبة للشر والطمع أما بالنسبة للأساور فمنها عدة أنواع مثل الأساور المنقوشة من الفضة والمحلاة بفصوص اللؤلؤ والأساور الزجاجية والأساور الجلدية المحلاة بفصوص كريمة. وتلبس التارقيات القلائد التي تتدلى من العنق وفيها فص من العاج والكردان والبتنتيف ذو الفص الأحمر من المرجان والدلايات الفضية المزركشة وحلق كبير من الفضة يكون عادة يتدلى على العنق. وفي الشعر والضفائر حلي أخرى تتدلى من الخلف على الظهر وعدد من الأحجبة الفضية وجراب للكحل وآخر للإبر وتعتبر الحلي الفضة من الأشياء الضرورية عند المرآة، و لهذا تحضر العروس التارقية معها عند قدومها إلى بيت زوجها، بعض الفضيات الخاصة بها مثل :
1 – خراص توضع في الأذن
2 – اسوارة
3 – قلادة من الفضة
4 – قلادة من الخرز
5 – خواتم
6 – قلادة خماسية توضع في الرقبة ( خميسة )
والرجل التارقي يتحلى بالخواتم الفضية المزركشة والأساور المنقوشة من حجر الشيست التي يكتب عليها عادة عهداً بالوفاء للحبيبة أو دعوة بالقوة والتوفيق في القتال. ويتنافس الرجال في حمل الأكياس الجلدية الأنيقة وجراب جلدى للولاعة وآخر للمسواك والإبر وجراب أخر فيه آية قرآنية أو تعويذة يحملها في سلسلة مدلاة على صدره.
صندوق الملابس والحلي.
ويعرف في البيت الليبي بالسحارية أو الصندوق بومسمار وهو صندوق مصنوع من الخشب مغلف بصفائح من المعدن الذهبي المثبت بالمسامير النحاسية الصفراء
وهو تقليدي قديم جداً يرجع إلى أيام الفراعنة وغالباً ما يكون متوارث أي تتركه الجدات والأمهات إلى بناتهن ولا تخلوا دار العروس الجديدة منه لذلك يسمى في بعض المناطق بصندوق العروس لأنها تضع فيه ملابسها ويمكن أن يستوعب ملابس العروس على اختلافها وهو بمثابة دولاب دار النوم في وقتنا الحاضر ويصنع هذا الصندوق من الخشب وله غطاء وعند فتحه من الداخل نجد في جنبيه– صندوقان صغيران بغطائين صغيرين يحفظ في أحدها مواد الزينة مثل الحنة والسواك والمحلب والجدرة والكحل والمكحلة والمرود والمرايا ولهذا عند الاقتراب منه تفوح رائحة البخور والعطريات أما الثاني فيستعمل لحفظ الحلي بمختلف أنواعها مثل الحلي الفضة والعقيق والمرجان وقلائد المحلب والخيوط الملونة والإبر المستعملة في لظم الحلي ولهذا يعتبر هذا الصندوق قطعة من الأثاث الجميل التى تزين به السيدة الليبية حجرتها ويستعمل أحياناً كمقعد تجلس عليه العروس بعد أن ترتدي حليها وفي بعض الأحيان توضع فوقه الأغطية الزائدة عن الحاجة وهي مطوية مثل البطاطين والوسائد والجرود وتجلس الزوجة إلى جانبه في ليالي الشتاء الباردة لإعداد الشاهي ويستخدم في بعض الأحيان للصعود إلى السدة الخشبية المعدة للنوم في البيوت الطرابلسية القديمة وفي بعض الأحيان يربط الطفل بجانبه ليلهو بصورته المنعكسة على المرايا التي تزينه أو الصفائح اللامعة التي تلتصق بواجهته على شكل مأذن وأقواس رشيقة ويطلق عليه في بعض المناطق الشرقية من ليبيا بصندوق بورنّة لأن له مفتاح كبير الحجم عندما يدور في ثقبه يحدث رنه خاصة وهناك بعض المعتقدات حوله تقول انه مرصود وأن اللصوص لا يجرؤون على الاقتراب منه.
ويستخدم صندوق الملابس كذلك في معتقد التصفيح للفتيات قبل سن الزواج في مدينة طرابلس وفقاً للطريقة الأتية:
طريقة تصفيح الفتاة بصندوق الملابس قبل الزواج: تجلس الفتاة على الصندوق ويقفل بالمفتاح وهى جالسة عليه تم تردد هذه الجملة( أنا حيط والرجل خيط ) ثم تنزل منه وتجلس مرة أخرى ويقفل مرة ثانية وتردد نفس الكلمات حتى يبلغ العد سبع مرات مع أكل تمر أو زبيب.
طريقة فك أو ازالت هذا التصفيح عند الزواج: عند زواج الفتاة أي في يوم الدخلة اذا كانت الفتاة مصفحة بصندوق الملابس ( بومسمار) تجلس داخل الصندوق تم يفتح الصندوق سبع مرات وفي كل مرة تردد الفتاة عبارة ( أنا خيط والراجل حيط ) وهذا حسب المعتقدات المتبعة في المدينة القديمة بطرابلس الغرب.